منتدى امنه السامعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اضواء على طريق اليمنيين 2

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سمــّـــو آلأمــيــر
مديرهـۃ ال آمون ♦
مديرهـۃ ال آمون ♦
سمــّـــو آلأمــيــر


ذكر عدد المساهمات : 2247
نقاط : 2807
تاريخ التسجيل : 10/07/2013
عمرك : 27
الموقع : حيثما تكون هي اكون انا
العمل/الترفيه : أضحك وغض الطرف واصفح وجامل واعطي الناس كلن على قد عقلة
المزاج : نصفي‘غموض بأمتدآده تضيعـون والنصف الاخـر صعب تستوعبونه

اضواء على طريق اليمنيين 2  Empty
مُساهمةموضوع: اضواء على طريق اليمنيين 2    اضواء على طريق اليمنيين 2  Emptyالأربعاء سبتمبر 17, 2014 12:57 am

اضواء على طريق اليمنيين

الوطنيـــة ..
لا.. الحقـد !

لابد من شق الجراح لتبرأ

محمد أحمد نعمان


اضواء على طريق اليمنيين

الوطنية .. لا .. الحقد

إن صناعة أقدار الشعوب لا يمكن أن تتم على شكل اقتسام الغنائم بين المتحاربين، فتلك طريقة عتيقة لا يرتضيها منطق العصر الحاضر، ولا تقرها الأعراف الدستورية اليوم، وإنما يكون ذلك بإعطاء الحق لأهله .. أي الشعب ..!

محمد أحمد نعمان

فرحتي وارب فاذرينا الحـب
والمطر في آب هربوا جا الليل

واقليب الأم من عذاب اليوم
والمنى بالسوم هوبوا جا الليل

المطر يسكب مو يفيد نصرب
والذئاب تقرب هربوا جا الليل

واحمام الدور فوقنا بتــدور
والجناح بنور هربوا جا الليل

ليتنا مثلك كل شئ تملـك
مازرعته لك هربوا جا الليل

أحمد الجابرى

الوطنية .. لا الحقد
من أجل القضاء على الخوف الذي ظل يضغط على مناسم الانسان في بلادنا.
من أجل الخلاص من العناء القاسي الذي يكابده الانسان .. انسان الحقل في قريتنا.
من أجل الحصول على الغبطة التي حرمت منها أكواخ شعبنا ، الجاثم عليها شعور الضيق والمذله والهوان.
من أجل أن يحيا انسان بلادنا .. انسان اليمن المقهور المضطهدة التعيسة في:

سلام .. ويسر.. وسرور
من أجل ذاك التقى الشباب الأحرار في تعز عام 1934م.
ومن أجل ذاك أطلقت الأنة الأولى من القاهرة في مصر عام 1937م.
ومن أجل ذاك تشكلت (( الكتيبة اليمنية الأولى )) في مصر سنة 1938.
وقام من بعدها في صنعاء (( شباب الامر بالمعروف)) عام 1940.
ثم تأسس حزب الأحرار اليمني في عدن عام 1944 فلما أوقفت السلطات البريطانية نشاطه استأنفه عام 1946 باسم (( الجمعية اليمانية الكبرى)) التي فجرت أحداث فبراير سنة 1948، وطلعت على التاريخ بأول ثورة يمنية.
وكما هو فعل التاريخ في كل التحركات .. كانت الطليعة من الشباب المستنير.
وفي عهود الظلام لاتتاح الاستنارة إلا لقلة من أبناء الشعب تؤويهم المدن.
وكذلك كان شأن قيادة الحركة اليمنية .. فقد كانت في أيدى أبناء المدن الذين أتيحت لهم فرص التعليم.
ولكن..
ظلت هذه الحركة محصورة في نطاق (( الحجرية )) و(( صنعاء )) و (( تعز)) و ((إب)).
وكان عملها همساً ووشوشة ..
فلما انتقلت عن طريق النشر بالكتيبات والصحف خارج اليمن .. في المهاجر اليمنية
دفق في شرايينها دم الحياة .. دم الشعب..
لما انضم الفلاح الذي هجر قريته هارباً من الخوف والشقاء .. والكآبة. وأصبح عاملاً في المهجر ، تحول الهمس إلى فحيح ، وأصبحت الوشوشات دمدمات وإذا بنا نجد بنيان الطغيان يتهاوى ..
وكان رد الفعل الأول لانطلاق ( صوت اليمن ) التي غذاها الفلاحون والعمال وصغار التجار المهاجرون أن انشقت الأسرة المالكة على نفسها بانضمام البطل الشهيد سيف الحق إبراهيم أمير اليمن ، إلى صف الأحرار.
وتلاحقت الانتصارات بفعل انبعاث الشعب المضطهد الخائف الحزين حتى يومنا هذا الذي أشرقت فيه أنوار الجمهورية على أرض اليمن.

المرحلة الاولى للجبهة الوطنية
وخلال المعركة الوطنية ضد الطغيان ، لم يكن سليماً أن يلتفت المرء الحريص على انتصار قضية شعبه ، لكل التناقضات التي صنعتها كل عهود الظلام والطغيان ، وانما تتركز كل الاهتمامات ، وتوفر كل الجهود من أجل الخلاص من العدو الرئيسي أولاً.
وطبيعي أن إرجاء بحث هذه التناقضات في حياة الشعب لايعني أنها قد زالت ، أو أنه لاسبيل لحلها إلى الأبد .. وإنما يكون الأمر أمر الوقت المناسب.
وما من شعب في التاريخ صفى كل مشاكله في لحظة واحدة ، وخلص من شرور حياته كلها في ضربة واحدة ، بل أن بناء الحياة المرتجاة لشعب كشعبنا يتطلب جهوداً عظمى تفوق في ضخامتها وعمقها ما فعله التاريخ بشعبنا خلال مئات السنين ، وما أكده من ظلم في التعامل بين أبناء الشعب أنفسهم في الأرزاق والاعتبارات.
ولقد خلصنا من الإمامة كشكل للحكم في اليمن.
فهل يكون طبيعياً أن نخلص على الفور من الروح الشريرة التي عاشت مع نظام الإمامة في اليمن؟
أيكون طبيعياً فور الخلاص من الإمام أن نخلص من الحكم الطائفي الذي بني العهد الإمامي على أساسه فأصبحت غالبية الشعب مستذلة بقلة من بنيه ؟
أيكون طبيعياً فور قصف قصر الإمام وإعدام ثلة ممن عرفوا بالموالاة له أن تتحول الجبال الجرداء التي لم يجد بنوها سبيلاً للعيش غير الوظيفة (( والجندية)) التي ارهبت بقية أبناء الشعب ، أن تتحول إلى جنان خضراء تنتزع آثار المجاعة التاريخية التي صنعت الطائفية ، وحددت سلوك الجندي و ((النقيب)) .. وسلوك (( العامل )) و(القاضي) و((الكاتب)) تجاه مواطنيهم من الفلاحين والتجار الصغار الذين لم يجدوا سبيلاً لاتقاء الشر أو دفع الضيم ، غير الفرار من البلاد..

فالجيش يحتل البلاد وماله
في غير اكواخ الضعيف مقام
يسطو وينهب ما يشاء كانما
هو للخليفة معول هــــدام
طبيعي..
وأكثر من الطبيعي أن يظل التاريخ الآثم ، صانع التفرقة والامتيازات ، متحكماً مسيراً موجها للاحداث والمواقف.
* * *
والشعب ..
الشعب (( الرعوي))
الشعب المهاجر..
الشعب الذي لم يكن عهد الظلام مجسماً في روحه وفكره بصورة ( السيد) فلان أو ( السيد) علان ، قدر ماكان مصوراً في وضوح وجلاء (( بالعسكري)) (( والنقيب)) يأتي من الجبل الأجرد إلى الأرض الخضراء فيمر بها كما تمر الجراد.
المطر يسكب.
مويفيد نصرب.
والذئاب تقرب..!
هذا الشعب ..
الذي استذل رجاله وشردوا وامتهنوا وقتلوا ، واقصوا من كل مراكز الدولة في عهود الظلام باعتبارهم كفار تأويل، وإخوان نصارى.
الشعب هذا ..
لم يكن يحس أبداً بالضيق الذي يحس به أبناء (( صنعاء)) من التمييز بين طالب مكتب الأيتام وطالب المدرسة العلمية.
لم يكن يدري شيئاً من ذلك وهو ينحت في صخرة الطغيان خلال الثلاثين عاماً.. ويمول كل التحركات ويحمي معنويات المتحركين .
ولم تكن تلك قضية حياته..
ولا يمكن أن تكون كذلك أبداً.
إن ما يتطلبه هذا الشعب المضطهد التعيس ليس في الخلاص من مجموعة أفراد أو أسر بذاتها ..
وإنما يتطلب الخلاص من العقلية والنفسية والأوضاع والنظم التي أشعرته أنه جزء من الحقل وليس سيد الحقل .. وأنه أداة من أدوات الانتاج الذي يجب أن ينعم به ويشرف إمتلاكه غيره.
أهي ثورة صنعاء .. ام ثورة اليمن؟

واليوم ..
اليوم وقد أفرغت (( صنعاء )) كل ما في صدرها من كبت ، ونفست عن مشاعرها تنفيساً قاصفاً ، أتنحبس الثورة في هذا المجال، أم تنطلق من هذا العقال لتكون ثورة شعب اليمن.
ثورة كل الشعب
ثورة (( الرعوي)) اولا وقبل كل شئ ؟.
لقد كانت جريمة وطنية أن يناقش هذا الأمر في مرحلة النضال ضد الحكم الامامي..
وأصبح الصمت عنه اليوم أكبر إجراماً في حق الشعب وحق الثورة.
ونحن الذين تصدينا للتاريخ الآثم وقدمنا من أجل زحزحة الطغيان أعز ما نملك من أهل ومال وجهد لا نزال على أصالتنا المصممة من أجل إعادة صنع التاريخ في بلادنا لصالح مجموع الشعب .. كل الشعب..
ليس من أجل القرية وحدها
وليس من أجل المهاجر المناضل وحده ، كما أنه ليس من أجل المدينة وحدها وليس من أجل الذين لمعت اسماؤهم في تاريخ النضال وحدهم.
ولكن من أجل هؤلاء جميعاً.
ومن أجل اليمن التي ظلت مثار سخرية وهزؤ بين العالمين في العهد البائد.
ومن اجل ألا تجهض الثورة او تتجمد او تنحبس وتشل .

وماذا نريد ؟
لقد قامت حركة الأحرار اليمنيين مركزة أهدافها في ثلاثة مبادئ رئيسية تبنى الدولة على أساسها وهي :
الوحدة الوطنية ..
السيادة الشعبية ..
العدالة الاجتماعية ..
وليس من سبيل غير هذا السبيل لإقرار السلام والإستقرار في اليمن وكفالة الأمن والطمأنينة بين الحاكمين والمحكومين.

الفرد للجميع ..
إن لصنعاء أن تفزع من القبائل ..
ولها أن تتقي مخاطرهم
فالتيقظ للمخاطر تحيط بالمرء دلاله على سلامة الفطرة التي تحفز المرء للمحافظة على البقاء .
واستذكار المآسي والنكبات أمر طبيعي لمن بقيت له مسكة عقل ..
وليس هيناً ما مر بصنعاء من نكبات على أيدي القبائل أثناء العهد الإمامي ، فهي إما منهوبة فعلا أو مهددة بالنهب والخراب.
ولذلك فمن الطبيعي والمقبول جداً أن تتجه أفكار أولى السلطة في (( صنعاء )) لانتهاج كل السبل من أجل اتقاء القبائل حتى لا تهدد حياة صنعاء بالخراب والدمار.
ولقد انتهجت كل السبل .. بفعل الذخيرة الركومة في النفوس من المشاعر المختلطة عند أهل صنعاء بين الفزع ، والحقد ، والرغبة في المداراة .
وكان آخر ما في اليد من عطاء أن يُدعى رجال القبائل لعضوية مجلس الوزراء وأن يُرسلوا للمؤتمرات الدولية سياسية وفنية ..!
ليكن كل ذلك..
فهي حتميات تاريخية للركام النفسي من الصور المختلطة عند المقيمين بصنعاء .
هذا الركام الذي قضى على الإمام أحمد أقوى شخصية إمامية عرفتها اليمن .. قضى عليه أن يظل بعيداً عن صنعاء كل العهد المتوكلى إلا أشهراً معدودات .!
ولكن أيكون الفزع حقاً لأهل ( صنعاء ) وحدهم .. يعبرون عنه ويتقون شره بأية وسيلة يشاءونها أو يقدرون عليها .. ولا يكون لغير أهل صنعاء أن يفزعوا وينهجوا سبلاً تقيهم مخاطر ما يفزعون منه .. ؟
وهل يصح منطقياً أن تشرع الشرائع في الدولة بوحى من ظروف مدينة واحدة في القطر كله ، ومشاعر عدد محدود من ابناء الشعب ، دون التفات للمشاعر التي صنعتها قرون في نفوس غالبية أبناء الشعب .
لقد ضاق ( الصنعانى القحطاني ) بامتيازات ( الهاشمي ) في ظل الحكم الإمامي فقتله ، وأقصاه عن مراكز الدولة الحساسة ، وفزع ( الصنعانى ) من ( القبيلى ) ، فأشهر السلاح في وجهه ثم تصالح معه على اقتسام السلطة من أعلى مجلس للدولة إلى ابسط مركز من مراكزها..!
فماذا يكون سبيل التنفيس عن مشاعر الفلاح وسبل تطمينه .. الفلاح ، الذى جلده (الهاشمي المسيطر ) ( والصنعانى الموظف )، ( والقبيلى المتعسكر ) واستباحوا ماله ودمه وعرضه ، ثم شردوه خارج وطنه ؟
وما هو التعويض لابن الفلاح الذى تعلم ، عن احتكار السلطة دونه مئات السنين ، وما سبيل رد اعتباره ازاء الشك في وطنيته وولائه للدولة ..؟

كيف نزيل الرواسب .. ؟
لسنا في سرد هذه الصور مختلقين ولا مدعين .. فواقع الأحوال ، وصرائح الأقوال التي تطلق بين حين وحين من أكابر المسئولين تؤكد على الدوام وجود الرواسب التي صنعتها التفرقة بين فئات الشعب بفعل الحكم الامامي الطائفي المتعصب . وليست أزمة أمير لواء تعز الأخيرة غير ظاهرة من هذه الظواهر العابرة لأساس تاريخي قائم في حياة شعب اليمن ..
والسؤال القائم الآن ليس عن وجود الرواسب من عدمها ..
وإنما هو في طريقة كشف هذه الرواسب وعلاجها .
أيكون الصمت عن التفرقة وصورها في السلطة والمعاملة هو العلاج لاثارها ..؟
ام يكون ذلك بالدعاء الصالح ان تتطهر القلوب بنفسها .؟
طبيعي .. أننا لا ندعو ولا نفكر في أن تحل وتذاب هذه الرواسب بالطريقة التي حاول المحاولون أن يفعلوها بين من يدعون ( هاشميين ) ، ( وقحطانيين ) .
كما أنا لا نرى أن يلجأ للأساليب العنيفة التي استخدمت في وجوه القبائل والتي أبرزت أسماء مغمورة ، ورفعت أشخاصاً عاديين إلى أعلى المراكز في الدولة وأخطرها لأنهم كانوا يستبيحون التقتيل الجماعي والحرق والتدمير إذا ما وجدوا سبيلا لذلك تحت أي مبرر أو سبب.
وإنما تكون إزالة الرواسب بالاعتراف الجريء بوجودها قبل كل شئ .
وإن هذا الوجود وجود باطل أساسه يستوجب إلغاء الأساس نفسه عند كل الجوانب ، وليس المظهر فحسب .
لقد فرقت الإمامة بين فئات الشعب بإسم ( هاشمية ) و( قحطانية ) وفرقت الأخيرة إلى (شيعة ونواصب ) أو ( شوافع وزيود ) .
ولم يكن التفريق نظرياً ، أي مجرد كلام يقال .. وإنما كان تفريقاً معنوياً ومادياً.
أي أنه تفريق محسوس من خلال أشكال المعاملات في الدولة.
وملموس من حيث مكانة كل فئة وأثرها في تسيير الحكومة ولقد كانت رئاسة الدولة محصورة في الواقع وبنص الشرع في ( الهاشميين من الزيدية).
وكانت الجندية ووظائف الدولة محصورة بالفعل في ( الشيعة من القحطانيين) الذين سموا ( بالزيود).
وإنصافاً للحقيقة والتاريخ .. وحتى لا نكون متجنين على العهد الإمامي نقول أنه قد ترك لغالبية أبناء الشعب من أبواب ( نجران) إلى ( باب المندب) ومن ( مشارق الجوف) إلى (كرش ) ترك لهؤلاء حق الفلاحة ودفع الضرائب لخزينة الدولة لتنفق على موظفيها وجنودها.
الجنود والموظفين الذين لم تكن رواتبهم الرسمية ( التي يتقاضونها مما يدفعه الفلاحون وصغار التجار) تشكل عشر ما يتقاضونه مباشرة وبأنفسهم من إخوانهم الفلاحين وصغار التجار بالقوة على شكل رشاوي للموظفين وأجور( تنافيذ).
وليس من قبيل الإدعاء أن نقول إن أول ما لجأ إليه العهد الإمامي في مرحلته الأخيرة أي مرحلة الإمام يحيى .. هو القضاء على الشخصيات القيادية الموجودة في مناطق الفلاحين غير الشيعة أي ( الشوافع ) ،فقد اعتقل كل هؤلاء ولم ينج منهم من الموت في السجن إلا من أعدم بالسيف بعد حين .
وإذا وجد من يشغل مركزاً هاماً في الدولة من هؤلاء أثناء العهد المتوكلي ، فإنما كان من قبيل إدعاء المشاركة الكاذبة وحسبنا تدليلا على ذلك أن نشير إلى انه لم يعين حتى آخر وزارة متوكلية غير شخص واحد فقط.وأنه لم يعين أمير لواء في كل العهد المتوكلي غير شخص واحد لفترة محدودة..
ذاك هو الحال في العهد الإمامي.
وتلك هي صور التفرقة وأشكالها التي خلقت رواسب الشك والارتياب التي يدعو كل المخلصين لإزالتها .
وما الحــل ؟
وحركة الأحرار اليمنيين النابعة من ظروف اليمن ، والمتحركة بعقلية يمنية أصيلة ، لم تكن معزولة عن كل هذا . وبالتالى لم تفقد الوسيلة المثلى لمعالجة هذه الأوضاع التي أعلنت ثورتها عليها .
لقد كان ضيق أبناء المدينة الكبيرة (( صنعاء )) من التمييز العنصرى ، وفزعهم من نهب القبائل وتخريبها ، وشكواهم من التزمت والرجعية الدينية ، أساسا فكرياً مرعياً في قيادة الحركة وكان له من يمثله في وضوح وجلاء .
وكان رعب أبناء الفلاحين من العساكر ، والشعور بالمذلة والإضطهاد للمستنيرين منهم، قوة دافعة لحركة الأحرار بارزة في القيادة والقاعدة .
لقد وضعت القيادة الوطنية على رأسها بادئ ذى بدء مواطناً من الجبال العليا هو محمد محمود الزبيري وأعلن رئيساً لحزب الأحرار ، ثم رئيساً للجمعية اليمانية الكبرى ورئيساً لتحرير ( صوت اليمن ) .
ووقف كل أحرار الشعب من المناطق المضطهدة عاملين في صمت ، بعيدين عن الأضواء يكدحون ويتعبون ويعتصرون زاد الحركة وزنادها من أقواتهم الضئيلة .
والى جانب محمد محمود الزبيري وضع أمير اليمن سيف الحق إبراهيم زعيماً أعلى للأحرار ، حتى تكفل الحركة وحدة الشعور الوطنى في المعركة ، وحتى لا تتشتت قوى النضال .. وحتى لا يحس أبناء (( صنعاء )) أن الحركة لا تعنيهم قدر ما تعني أبناء القرى التي ينهبها عساكر الجبال وموظفو (( صنعاء )).

***
ومن الإمتزاج والتفاعل بين هذين الفريقين إنبثقت شعارات ( السيادة الشعبية ، والوحدة الوطنية ، والعدالة الإجتماعية ) لحركة الأحرار اليمنيين .
لم تكن هذه الشعارات غامضة ولا مبهمة بل فسرت في المطالبة بشكل معين من الحكم .
فهو حكم جمهورى لا يستند للنظرة السلالية سواء كانت هاشمية أو قحطانية .
ديمقراطى .. تمثل فيه فئات الشعب بحسب نسبتها العددية .. وليس بحسب امتلاكها للعدة والسلاح ..
تقدمى .. يسعى لرفاهية كل الشعب بمضاعفتة قدارته الإنتاجية وعدالة توزيعها بحسب الجهد والحاجة ، وليس بحسب القدرة على الإغتصاب أو الإحتيال .
لم تكن هذه السبل غامضة ولا مستورة وإنما شملها ميثاق وطني تدارسته قيادة الحركة في (( القاهرة )) و(( عدن )) وأطلع عليه القياديون من الأحرار داخل اليمن أثناء الإعداد لإقامة الجمهورية اليمنية بقيادة الشهيد حميد بن حسين بن ناصر الأحمر ، وهذا الميثاق يتضمن تأكيد حق جميع المواطنين فى ممارسة السلطة بحسب الكفاءة .. كما يقرر الخذ بالنظام اللامركزي في الأدارة تخفيفا لمشاعر السخط من الأثرة والبغى في السلطات ، اللذين كانا سمة العهد المتوكلى وكل العهود الإمامية ..
وفي ظرف عاصف كالذى تمر به البلاد اليوم ، لا يمكن أن تعلق الطمأنينة والأمن بأشخاص يأتون أويذهبون ، يستقيمون أو ينحرفون ، وإنما يكون ذلك في خلق ظروف مواتية لهذه الطمأنينة والأمان .
والوحدة الوطنية والسيادة الشعبية ليس مظهرها بحال أن تعدم زمرة ما من الناس ، وتجئ فئة نقيضة لها الى السلطة .
وإنما مظهرها الحقيقي أن تتاح لأبناء الشعب في المناطق المختلفة كلها فرصة إقامة الحكومة الشعبية التي تمثل كل فئات الشعب المضطهدة المناضلة .
إن العدالة الإجتماعية التي تحمى المضطهد من مستغليه لا يمكن أن يتفاءل بها ، إذا لم تكن أجهزة الدولة نفسها مبنية من قطاعات الشعب المضطهدة بنسب عادلة سليمة .
وإن الوحدة الوطنية والسيادة الشعبية لا تعنى أن تستأثر فئة من الشعب بكل السلطات لتحمى مصالحها وتنفيذ أهواءها ورغباتها ، طالما كانت من فئة تناقض الفئة التي إستأثرت بالسلطات في العهد البائد .
واليوم ..
وقد مضى على الجمهورية عامان وأعلن دستور للدولة ، نجد من واجبنا نحو شعبنا وبلادنا .. ووفاء لكل التضحيات التي قدمت ، وحرصاً على إستقرار منتج يحقق آمال الشعب في الحياة الهانئة المتقدمة .. نجد أنه من واجبنا التأكيد من جديد على وجوب إتاحة الفرصة لكل فئات الشعب أن تسوس أمورها عن طريق المجالس المحلية المنتخبة ، والمجلس الوطني المنتخب إنتخابا مباشراً من الشعب لتنبثق عنه حكومة مسئولة أمامه ، وينتخب رئيس الجمهورية بواسطته .
لقد أغفلنا حتى الآن مفتاح الموقف بالنسبة لميلاد الديمقراطية اليمنية الحقيقية ، وذلك بالإرجاء والتسويف في إقامة التنظيمات الشعبية التي تستطيع وحدها دون سواها قيادة الشعب سياسياً ليقيم مجالسه المحلية ومجلسه الوطنى .
إن صناعة أقدار الشعوب لا يمكن أن تتم على شكل إقتسام الغنائم بين المتحاربين ، فتلك طريقة عتيقة لا يرتضيها منطق العصر الحاضر ، ولا تقرها الأعراف الدستورية اليوم .
وإنما يكون ذلك بإعطاء الحق لأهله .. وليسوا سوى الشعب .. هنا .. ليسوسوا أمورهم.
ولذلك فإنه ما من شئ يمنح الجمهورية ذاتيتها ، ويفرق بينها وبين (( السلطنة )) أو (( الإمامة )) ، غير إعلان قيام التنظيم الشعبى الذي ينتظم جماهير الشعب في كل قرية ومدينة ليكون له وحدة حق إقامة المجالس المحلية والمجلس الوطنى .
وبالتالى إنتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة .
وما لم تفهم الأمور على هذا النحو المبسط السليم فإن حلقة واحدة من حلقات التاريخ الآثم تكون قد إنفصمت يوم 26سبتمبر 1962 ليس غير .. وستظل الحلقات الباقية في حاجة لجهد جهيد وصبر شديد !
والشعب الذي إستطاع حتى الآن أن يحقق ما حقق من هزائم وخسائر في أعدائه لن يصده عن المضى الى الأمام بريق خادع ولو خطف أبصار العالمين .
***
وما لم نبدأ من حيث يجب البدء .. فإن المشكلة ستظل قائمة على أصلها دون تغيير إلا في الشكل الظاهرى . وسيظل البحث عن الحل قائما الى أن يجيئ الحل ، ويطلع الفجر الصادق على الشعب .

القاهرة في 5 /10/1964م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://yafae.cool.st
حلوه
بدآيهـۃ التفآعل ♦
بدآيهـۃ التفآعل ♦
حلوه


انثى عدد المساهمات : 80
نقاط : 94
تاريخ التسجيل : 25/07/2014
العمل/الترفيه : طالبه
المزاج : راقيه

اضواء على طريق اليمنيين 2  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اضواء على طريق اليمنيين 2    اضواء على طريق اليمنيين 2  Emptyالسبت نوفمبر 22, 2014 7:22 pm

الله الله ررروعه كتيررررر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اضواء على طريق اليمنيين 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اضواء على طريق اليمنيين
» *****************طريق واحد****************

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى امنه السامعي :: "°o.Oالمنتدى العام ..} O.o°" || :: آلَمِوِسًسًـوِعَ ـهِ آلَحً ـرة-
انتقل الى: