قصة التاجر الذي قَدِم الى قريتي ومافيها من عبرة

تاجر من كبار تجار مدينة حلب .. ومن أصحاب الثروات الطائلة

قدم قبل فترة لاجئاً الى قريتي .. بعد أن انهار منزله الذي يأويه بأكمله على رؤوس أبناءه

فاستشهدوا جميعاً ، وكان قد فقد قبل ذلك جميع ثرواته وأملاكه

فحصد نتيجة القصف الحاصل هناك كما حصده قبله الكثير ..

وبين طرفة عين وانتباهتها ، لم يعد له مأوى يضمه .. ولاذرية تؤنسه ..

ولا رزقاً يستعين به لاكمال مشوار حياته..

فتوجه الى القرية مجرداً من كل شيء .. الا من ثيابه التي تواري سوءته

فنَصَب له أهل القرية خيمة صغيرة في حقلٍ على حدود القرية تقيه حر الشمس ..

ذلك أن البيوت تكدست

ولم تعد تستوعب أعداداً أكثر ممن فقدو منازلهم في المدن فلجئوا الى الأرياف

هو الآن يساعد المزارعين في أعمالهم وأصبح مزارعاً بعد أن كان من كبار التجار!!

طعامه اليومي كسرة خبز .. وبيضةٍ من دجاجة .. وثمرة طيبة

وشرابه الدائم جرعة من ماء .. وكوباً من حليب الماعز ..

ومع كل ماحصل له الا أنه - كما يقول - راضياً عن حياته أكثر من ذي قبل

يقول:

أشعر أن كل شيء مُسخراً لي بلا مقابل و بلا شروط .. بلا قيود ولا قوانين

فالأرض فرشي .. والسماء لحافي .. والأمطار تنعشني ..والنجوم تتزين لي ..

وماء النهر يجري صافياً نقياً كل هذا الماء أشعر وكأنه ينبع لأجل أن يسقيني

كل شيء ملك لله يعطيني اياه بلا مقابل

هنا اتعامل مع الله وحده .. لا وسيط لي سوى الله ..

هنا شاهدتُ ابداع الخالق وكأني أراه لأول مرة بذلك الجمال الصافي

أطفال القرية جميعاً صاروا أبنائي عوضني الله بهم عن أبنائي الذين فقدتهم

تسعدني ابتساماتهم وبراءتهم والتفافهم حولي بعد أصبحت معلماً للكثير منهم

هنا تحررت من قيود المال حيث كنت ابني ثروة على حساب وقتي وراحتي

صحيح أني عدتُ الى الخلف .. الى الحياة البدائية ولكني في نفس الوقت أتقدم الى الامام

أتقدم بإيماني وقربي من خالقي ...!

والسؤال الآن يا أخواتي :

ترى مالذي يجعل انساناً يقول مثل ذلك الكلام ..

مالذي يجعله يستخرج الجمال من أبسط الأشياء وفي أصعب الظروف ؟؟

مالذي يجعله يثبت عند الصدمات

ويتقبل المصائب بنفسٍ راضية مطمئنة .. ويتعايش مع وضعه كيفما كان ؟؟

بينما نرى آخر يسخط و يجزع عند أقل صدمة وتضعف نفسه وتخور قواه ؟؟!!

فيصاب بأمراض نفسية .. وربما يفكر بالانتحار أو القتل أو السرقة

أو قد يصل به الأمر الى الكفر (والعياذ بالله) وقد ينتهي به المطاف الى الجنون ؟؟

كما حصل مع أصدقاء ذلك التاجر فمنهم من انتحر

ومنهم من أصبح يمشي في الشوارع يحدث نفسه من هول ما رأى !!

(نسأل الله العافية والسلامة)

الجواب:

انه الصبر والربط على القلب .. انه الرضى والتسليم

الله سبحانه وتعالى ربط على قلب ذلك التاجر .. ألهمه الصبر

وأعطاه من قوة اليقين والإيمان ماجعله يتحمل الشدائد ويصبر على فراق مايحب

فخير ما نواجه به مصائب الدنيا هو الصبر عليها

الصبر الذي نستعين به على مواجهة الوضع الجديد

الصبر الذي يمنعنا من فعل ما نؤذي به أنفسنا ونغضب خالقنا

وخير ماندعو به دوماً أن يربط الله على قلوبنا ويثبتنا عند الشدائد

فالربط على القلب خاصة عند فراق الأحبه ربما من أكثر مايحتاجه الإنسان ..

وفي قصة أم موسى عليه السلام نرى كيف أن الله ربط على قلبها الجازع والمحزون

بالإيمان والصبر:

( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين)

فلنسأل الله ياأخواتي أن يربط على قلوبنا ويصبرنا على مانواجه من متاعب

وأن يمحنا قوة اليقين والإيمان للثبات عند حلول الأزمات

ونحرص على فعل كل الأسباب لتقوية ايماننا بالله

نبينا صلى الله عليه وسلم قلما كان يقوم من مجلس إلا ويدعو :

( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك

ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا )

كررن هذا الدعاء في كل وقت وحين

ودمتن بسعادة وراحة بال لاتنقطعان

!!..منقول ..!!

شكرا ع القصه المفيده والذي فيها عبره

العفو اختي ويسلمو عالمرؤر

دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لكـ خالص احترامي

hggi dsgl; dsgl, uhglvcv

وضوعي [/left]

» اتحبني بعد الذي كان
» كيف تعرف الشخص الذي أمامك كيف يفكر؟! ♫