يروى أن خلاف نشب في عدن بين أخ هندي وآخر صومالي أدى إلى حرب كلامية بين الطرفين .على أثر ذلك كان الأخ الصومالي قد فاردمه وأنهارت أعصابه فأرعد وأزبد ،ثم هدد وتوعد، بأن يسوم الهندي أشد أنواع الضرب المبرح .عندها أنتفض الهندي ورفض التهديد والوعيد وقطع على نفسه أغلظ الأيمان بأنه لن يقف مكتوف الأيدي بل سيكون الرد منه شديد وبيد من حديد ،إلا أنه لازال يفضل الحل السلمي.
وفي تلك الأثناء تجمع حولهم لفيف من المارة الراجلين لفتت أنظار المارة الراكبين .
عندها توقف جيب يقل مجموعة من أبناء يافع ليستشفوا الأمر عن قرب . وبكل بديهية أدرك الهندي بغيتهم فانحاز جانبا ثم أرتجل الزامل التالي :
يقول (أتشى ) مرحبا بالقبوله **** يامرهبا فيكم ملى (ترمس) كبير
الصوملي يا ناس سوى مشكله *** الصوملي ياناس ما عندو ضمير
ثم برز الصومالي ليدافع عن نفسه نظما كما فعل نثرا فقال :
الصوملي من سب لي باسب له ** مالك تسب الناس يا هندي حقير
يلعن حريمك عد ما المزن أهمله ** وعد ما تتلاطم أمواج الغدير
رأى اليافعي أن الصومالي قد خدش الذوق العام فنهره قائلا:
اليافعي (وريا) بلاش الزنقله ** (أتشى برابر زندقي ) بي يستجير
لولا حيا للشيخ (حاشي عسبله) ** بديك لطمه منها عقلك يطير
إن كانك الغلطان يكفي صومله ** خليك راجل بطل الهرج الكثير
وإن كانه الهندي غلط باقول له ** يلزم حدوده أو كلام آخر يصير
وان كانكم لثنين سيتوا المهزله ** فالحل أيضا عند أبو يافع يسير
اليوم أنا سامحتكم في الأوله ** و بعدها شوفوا الجزاء عندي عسير
من زاد سوى قلقله أو بلبله ** ميناء عدن بابه يسع كم من بعير